ربنا يرحم الجميع

فى مثل هذا اليوم منذ اربع سنوات

قد توفى أبى رحمة الله

وعلى الرغم من احساس الفرح لدى كل الناس فى هذا اليوم

الا اننى دائما أشعر بالحزن

لا اعتراضا على قدرة الله ... حاش لله

ولكن حينما اتذكر أبى واتذكر يوم كهذا

وما حدث من مشاعر فرح صباحا الى مشاعر حزن مساءا

فانه يوم لا ينسىفقد كان أول و اخر عيد حب لى مع حبيبى وقد قضيته الرغم من كل ما كنت فيه فى اليوم السابق لهذا اليوم

وكان ينتانى مشاعر غربية فى هذا اليوم كأننى احس بان هذا اليوم الجميل سوف ينتهى بنهاية مؤلمة

وكان حبيبى يهون عليا ما انا به من اوجاع لحزنى على ابى

محاولا منه ان يخرجنى مما أنا به ولكنى لم استطع أن انسى أبى المريض فقال لى هيا لنذهب عنده وفعلا مضينا حتى

وصلنى الى باب المستشفى وتركنى والدموع بعيننا

وطلعت الى ابى فى العناية المركزة ولأول مرة أدخله انا وامى واخواتى دون( اوفر شوز) فقد كان مريض جدا فى غيبوبة كبد

ولا يعى شىء كما انا الدكاترة منعوا الدواء لعدم فائدته شعرت فى ذلك اليوم أنه يمكن ان تكون النهاية لهذا الاب الطيب

فقريتله قران ودعيتله ان ربنا يرحمه وبوسته وطلبت منه انه يسامحنى على اى شىء ممكن اكون عملته وزعله منى

بس المشكله انه كان فى غيبوة مش حاسس باللى حوالية

وبعد ذلك ذهبت الى البيت ولا يذهب عن خيالى صورة أببى المريض ومنظر الخراطيم والتنفس الصناعى وبدءت اشعر

بالخوف فتوضئت وصليت وظللت اقرأ فى قران حتى هدءت نفسى فدخلت الى فراشى لانام وظللت اقول فى اذكار النوم

حتى ذهبت فى النوم

وفجأه أسمع صوت التليفون ( ابى ) وفعلا ما توقعته المستشفى اخبرتنا وفاته لم اكن اسمع هذا الخبر حتى انهالت

دموعى ولم اكن اصدق هذا الكلام بالرغم من شعورى انه سيحدث شعرت فى هذه اللحظة ان الدنيا خداعه زائفه اعطتنى

شيئا لتاخذ منى شيئا احقا ابى توفى لا لا

ومكثت هذا اليوم بدون نوم لا يغيب عن عينى منظر ابى حتى جاء الصباح وذهبت الى المستشفى ورايت السيارة التى

بها أبى ولا اصدق انه مات وتركنى فى هذه الدنيا وحيده

وخرجنا فى العربات وراء اى لانه كان يوصى ان يدفن فى بلده (الشرقيه) التى تربى بها ويدفن بجانب امه وابيه حتى

وصلنا الى البلدة وكانت كلها تنتظر هذا الرجل الطيب ولا تصدق انه مات ومشيت فى جنازة ابى ولا اصدق ان هذا

الرجل سوف يوضع فى التراب بعد دقائق وفعلا خلصت صلاة الجنازة والناس كلها وراء المرحوم تقول الله اكبر الله اكبر

حتى وصلنا الى المدافن وامسكوا بابى ببفتته البيضاء

ليضعوه فى التراب فى هذه اللحظة لم اعى بأى شىء حتى وجدت نفسى فى مكان اخر وعندما بدءت ادرك ما حدث اخذت

ابكى ابكى كتيرا وشعرت بانى فعلا يتيمه

وظللت اسال نفسى لماذا الدنيا كذلك ولكن كنت اجيب دائما الحمد لله محدش ضامن عمرة يمكن احصله وكمان ربنا رحمه

فكان ابى يتألم كثيرا من المرض فالحمد لله عل كل شىء

راح ابى وراحت ايامه

وراح حبيبى وراحت كمان ايامه

كل شىء بتولد صغير ويكبر

الا الحزن بتولد كبير ويصغر

الحمد لله

كل شىء بيد الله وبارادته

اللهم ارحم ابى وارحم المسلمين كلهم يا رب العالمين

اللهم احشرة مع المتقين وفى زمرة المقربين وبشرة بروح وريحان جنه نعيم

اللهم احشرة مع اصحاب اليمين واجعل تحيته سلام لك من اصحاب اليمين

اللهم شفع فيه نبينا ومصطفاك واحشرة تحت لوائه اسقه من يده الشريفه شربة هنيئة لا يظمأ بعدها ابدا

أمين امين أمين

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم